ماسكات الوجه ليست بديلًا عن الروتين اليومي، لكنها أداة عملية تمنح البشرة دفعة مركّزة من الترطيب أو التنقية أو التهدئة أو التقشير الخفيف خلال دقائق معدودة. في بعض البلدان حيث يجتمع الحرّ والشمس القوية مع المكيّف داخل الأماكن المغلقة، يصبح التجكم بالجفاف واللمعان والاحمرار تحدياً يومياُ.
في هذا الدليل سنوضح لك عزيزي القاريء، بأسلوب عملي وغير متكلّف، ما هي ماسكات الوجه وكيفية اختيار الماسك المناسب حسب نوع بشرتك ومشكلتك، وطريقة الاستخداك بأمان، مع ملاحظات خاصة بالتخزين في المناخ الحار.
ما هي ماسكات الوجه وكيف تعمل؟
ماسكات الوجه (بالإنجليزي: Face Masks) هي منتجات للعناية بالبشرة يتم وضعها لفترة محددة على الوجه تتراوح بين 15 إلى 30 دقيقة ثم يتم غسلها أو تُترك على البشرة بحسب نوع الماسك. تتوفر الماسكات بأشكال متعددة، بما في ذلك الماسك الطيني، والفحم، والكريمي، والورقي، والجل، والرغوة، والأقنعة القابلة للتقشير، وأقنعة النوم الليلية.
تحتوي كل تركيبة على مكونات مُخصصة تُناسب احتياجات البشر. فوائد ماسكات الوجه عديدة وتعمل عبر آليات بسيطة منها ما يمنح ترطيبًا مركزًا للبشرة عن طريق جذب الماء إلى الطبقات السطحية، ويشكّل طبقة خفيفة تقلّل تبخر الرطوبة. وقد تحتوي بعض الماسكات على مواد تمتص الزيوت والشوائب من سطح الجلد أو أحماض لطيفة تزيل الخلايا الميتة وتجدد الملمس.
أنواع ماسكات الوجه
هناك عدة أنواع لماسكات الوجه التي تختلف من حيث التركية، طريقة الاستخدام والمكونات. إليك أبرز أنواع أقنعة الوجه المتوفرة في الأسواق:
- ماسك الطين (كاولين أو بنتونيت): تناسب عادة البشرة الدهنية والمختلطة لأنها تقلّل اللمعان ومظهر المسام، لكن يجب إزالتها قبل أن تجف تماماً حتى لا تترك البشرة مشدودة وجافة.
- ماسكات الفحم: تعمل بصورة قريبة من قناع الطين في تحسين مظهر المسام وإزالة الرؤوس السوداء من سطح البشرة، ولكن يجب الاهتمام بالترطيب بعدها.
- الماسكات الورقية: سواء كانت قماشية عادية أو هيدروجيل أو بيوسيلولوز، توفر ترطيب سريع للبشرة وامتلاء لطيف للوجه قبل المناسبات أو بعد يوم طويل في البيئات الجافة.
- ماسكات الجل والكريم: القابلة للغسل فهي مريحة للبشرة الجافة والحساسة والناضجة، وملائمة بعد التعرض لأشعة الشمس أو الغبار لأنها تهدّئ وتعيد الشعور بالراحة.
- الماسك الليلي أو السليبنغ ماسك: يُترك على البشرة حتى الصباح ليقلّل فقدان الماء خلال النوم ويعطي امتلاءً واضحاً، ويفضّل وضع طبقة رقيقة منه لمنع انسداد المسامات.
- الماسك المقشّر: قناع يمكن نزعه أو تقشيره من البشرة كطبقة واحدة بعد أن يجف ويساعد على إزالة الرؤوس السوداء والجلد الميت.
- توجد أيضًا ماسكات الكبريت التي تفيد البشرة المعرضة للبثور السطحية، ويُعالج الجفاف بعدها بمرطّب خفيف. وبجانب هذه الفئات،
قراءة المكوّنات في ماسكات الوجه
اختيار الماسك يبدأ من فهم ما بداخله. فعلى سبيل المثال:
- المرطّبات مثل حمض الهيالورونيك متعدد الأوزان والجليسرين وبيتا-جلوكان والألوفيرا تعطي امتلاءً سريعاً وترطيب للبشرة.
- السيراميدات والكوليسترول والأحماض الدهنية والسكوالان تدعم حادز البشرة، وهي مهمة خاصة في بيئة المكيّف أو بعد التعرض للشمس والغبار.
- مشتقات فيتامين C الأكثر استقراراً والنياسيناميد ومستخلص عرق السوس تساعد على توحيد اللون والإشراقة ويمكن الاستفادة منها بشرط الالتزام بالواقي الشمسي في النهار.
- أحماض AHA مثل اللاكتيك والجلايكوليك بتركيزات معتدلة، وBHA مثل حمض الساليسيليك للمسام والرؤوس السوداء والبشرة المعرضة للحبوب؛ بشرط البدء بشكل بطيء وتدريجي لتفادي تهيج البشرة.
- السنتيلا، والشاي الأخضر، والبانثينول، والألانطوين لتهدئة تهيج واحمرار البشرة، وقد تفيد البشرات الحساسة بشكل خاص.
- الببتيدات لتحسين مظهر الشيخوخة ويستفاد من الكافيين لنفخة تحت العينين،
- أما الريتينويد فنادر الوجود في الماسكات ويجب استخدامه بحذر.
- وأخيراً، إن كانت بشرتك حساسة فاختاري قدر الإمكان التركيبات الخالية من العطور والزيوت العطرية.
كيفية اختيار ماسكات الوجه حسب نوع البشرة؟
بعض ماسكات الوجه غير مناسبة لجميع انواع البشرة، لهذا من المهم اختيار الماسك المناسب لنوع بشرتك. إليك طريقة اختيار ماسكات الوجه:
- البشرة الدهنية أو المعرّضة للحبوب تستفيد غالباً من ماسك طين أو فحم مرة إلى مرتين أسبوعياً لتقليل اللمعان، مع استخدام ساليسيليك بتواتر معقول إن لزم، ثم مرطّب خفيف لإعادة التوازن.
- البشرة الجافة تفضّل ماسكات الجل والكريم والماسكات الورقية المرطّبة، مع ماسك ليلي عدة مرات أسبوعيًا بحسب الاستجابة، والابتعاد عن الطين القوي أو الأقنعة التي يمكن تقشيرها من البشرة. في البشرة المختلطة تنجح استراتيجية “ملتي ماسكينغ MultiMasking” حيث يوضع الطين على منطقة الـ T-Zone، ويُستخدم جل أو كريم مرطّب على الخدين، وهذا يمنح توازناً للبشرة دون إفراط.
- البشرات الحساسة تحتاج تركيبات لطيفة خالية من العطر، وتميل إلى الإنزيمات بدل الأحماض، واختيار قوام جل مهدّئ يريح الجلد.
- أما البشرة الناضجة فترتبط نتائجها الإيجابية عادة بالترطيب العميق ومضادات الأكسدة والببتيدات، وإذا رغبت في تقشير فالأفضل البدء بحمض اللاكتيك لأنه ألطف من الجلايكوليك لدى كثيرين.
كيفية اختيار ماسك الوجه حسب المشكلة الجلدية؟
إلى جانب نوع البشرة، عند اختيار ماسك الوجه يجب الأخذ في عين الاعتبار المشاكل الجلدية التي تشكو منها:
- إذا كان الهدف تقليل مظهر المسام والرؤوس السوداء يمكن الجمع بين قناع طيني وقناع مقشر يحتوي على حمض الساليسيليك على فترات متباعدة مما يعطي نتائج ملموسة من دون إجهاد.
- إذا كان لديك بثور متكررة فماسكات الكبريت أو الساليسيليك مفيدة، لكن تجنّب تضاربها مع العلاجات الطبية الموصوفة والتزم بتعليمات طبيبك.
- للتصبغات والبهتان يمكن اتباع برنامج هادئ يجمع بين ماسك AHA خفيف ومنتجات فيتامين C ضمن الروتين اليومي، مع عناية صارمة بالواقي الشمسي.
- للاحمرار والتهيج بعد يوم حار أو عاصف يكفي استخدام ماسك جل مهدّئ والتركيز على دعم الحاجز الجلدي وتقليل تعدد المنتجات.
- إذا كان الجفاف سببه المكيّف، فالفكرة هي استخدام ماسك ورقي مرطّب وليلة أخرى فيها ماسك ليلي؛ التناوب أفضل من التكديس.
- وقبل المناسبات، اتركي تجربة المنتجات الجديدة جانباً، واختاري ماسك إنزيمي لطيف قبل 48 ساعة وماسك ورقي مرطّب في الليلة السابقة للحصول على إشراق متوازن.
طريقة استخدام ماسك الوجه بشكل صحيح
لاستخدام ماسك الوجه بالشكل الصحيح اتبع التخطوات التالية:
- ابدأ بتنظيف لطيف للبشرة وتجفيفها بالتربيت.
- ضع الماسك بكمية متساوية مع تجنب محيط العينين والشفاه،
- التزم بالمدة الموصى بها في المنتج، لأن تجاوز الوقت لا يعني نتائج أفضل.
- عند الإزالة استخدم ماءً فاتراً للأنواع القابلة للغسل، أو قم بإزالة القناع الورقي بعد إنقضاء المدة اللازمة ولا تنتظر حتى يجف.
- بعد ذلك تابع الروتين المعتاد لعنايتك ببشرتك من خلال بخطوات بسيطة تحتوي على: تونر أو سيروم مناسب، ثم مرطّب، وفي الصباح لا تتهاون مع واقي الشمس.
إذا كانت هذه أول تجربة مع نوع أو مكوّن جديد، فاختبار بقعة قبل 24 ساعة على منطقة صغيرة يمنحك هامش أمان. واحرص على النظافة عند التعامل مع العلب باستخدام سباتولا نظيفة حتى لا تنتقل الشوائب إلى المنتج.
كم مرة يمكن وضع ماسك الوجه؟
عدد مرات استخدام ماسكات الوجه يعتمد على النوع ونوع البشرة:
- الماسك الطيني يمكن استخدامه عادة مرة إلى مرتين أسبوعياً للبشرة الدهنية ومرة واحدة للمختلطة على منطقة الT-Zone كالجبين والأنف والذقن. بينما يكفي استخدامه مرة شهرياً للبشرة الجافة أما البشرة الحساسة فقد لا يناسبها هذا النوع من الماسكات.
- ماسك الفحم يمكن استخدامه مرة أسبوعياً للبشرة الدهنية وكل عشرة أيام للمختلطة، ويُمكن للبشرة الجافة استخدامه عند الحاجة فقط.
- الماسك الورقي المرطّب يمكن استخدامه مرتين أو ثلاث مرات أسبوعياً للبشرة المختلطة والجافة والحساسة بشرط اختيار تركيبات خالية من العطر لمن يلزم.
- ماسك الجل والكريم يتراوح استخدامهم بين مرة إلى ثلاث أسبوعياً بحسب الجفاف.
- ماسكات الأحماض يُفضّل حصرها في مرة أسبوعياً عموماً، وأقل للجافة، مع تجنب جمعها مع ريتينويد في ليلة واحدة.
- أما الماسك الليلي فيتراوح بين مرة وأربع أسبوعياً تبعاً للاستجابة. إذا لاحظت شد أو لذع مستمر أو تقشّر واضح فهذه علامة إفراط في استخدام الماسكات، لذا، خفّفي وتوقفي عدة أيام، واعتمدي روتيناً بسيطًا يدعم ويقوي حاجز البشرة ثم عودي تدريجياً.
ملاحظات خاصة بالمناخ والمواسم والسفر
الحرارة العالية والتعرض للشمس يجعلان الأولوية للتهدئة والترطيب بعد الخروج؛ لهذا السبب اختاري ماسك جل خفيف أو قناع ورقي مهدئ، واحتفظي بالأحماض لليالي الهادئة. داخل الأماكن المكيّفة يبرز الجفاف، لذا يفيد التناوب بين قناع ورقي مرطّب في ليلة وماسك ليلي في ليلة أخرى.
عند العواصف الترابية يكفي اتباع تنظيف مزدوج للبشرة يزيل الغبار من دون قسوة، ثم ماسك جل مهدّئ ومرطّب يدعم الحاجز. في رمضان، جرّبي وضع الماسك بعد الإفطار بساعة عندما تكون رطوبة الجسم أفضل، وقد يفضَّل الابتعاد عن العطور إن كانت تسبب لك تحسساً. في الحج والعمرة والسفر عموماً، التزمي بعبوات صغيرة واختاري قوامات سريعة الامتصاص لا تحتاج شطفاً وخالية من العطور كي لا تفسد الاحرام، ولا تنسي الواقي الشمسي كقاعدة ثابتة.
استخدام ماسكات الوجه لبعض الحالات المحددة (الاكزيما، الحمل)
إن كانت بشرتك حساسة أو لديك إكزيما أو وردية، فالأفضل التقليل من المنتجات والاكتفاء بتركيبات جل مهدّئة وخالية من العطر إلى أن تستقر البشرة. للمراهقين يكفي غالباً استخدام ماسك واحد في الاسبوع، لأن المبالغة قد تزيد التهيّج بدلاً من تقليل اللمعان. خلال الحمل والرضاعة التزمي بالخيارات اللطيفة وابتعدي عن المكوّنات غير الموصى بها طبياً، وعند الشك استشيري مختصاً. وبعد الإجراءات الجلدية مثل الليزر أو التقشير أو الإبر الدقيقة، أوقفي الأحماض والعطور إلى أن يسمح الطبيب، واكتفي بالملطفات.
التعامل مع المشكلات الشائعة عند وضع الماسك
إذا تشقّق ماسك الطين على بشرتك فهذا يعني أنك تركته أكثر من المدة اللازمة؛ أزيليه قبل أن يجف الكامل ثم استعيني بمرطّب يعيد المرونة. إذا شعرتِ بلسع واضح وغير محتمل فاغسلي وجهك فوراً واكتفي بروتين بسيط لبضعة أيام. إذا لاحظت تكوّن طبقات متكتلة عند متابعة الروتين بعد الماسك فأعطي المنتج وقتاً كافياً ليجف تماماً قبل وضع الخطوة التالية. وإذا لم تلاحظي أي نتائج بعد أسابيع فراجعي النوع وعدد مرات الاستخدام واكتفي بمنتجات تدعم الحاجز الجلدي قبل استخدام اي منتجات قوية على البشرة.
كلمة أخيرة،
أفضل ماسك للوجه هو الذي يطابق نوع بشرتك واحتياجها ويُستخدم بتواتر معقول. ابدئي بخيار واحد واضح الهدف، وقيسي الاستجابة، ثم طوّري روتينك تدريجياً. لا تنسي استخدام واقي الشمس صباحاً، والشراء من مصادر موثوقة، والتخزين الصحيح في الحرّ. بهذه البساطة تحصلين على نتائج ملموسة من دون تعقيد أو مخاطرة.