هل تساءلت يوماً ما السبب في أن رائحة العطر قد تختلف من شخص لآخر؟ في كثير من الأحيان يستخدم شخصان أو اكثر نفس العطر ولكن قد تبدو رائحته مختلفة من شخص لآخر أو قد يتلاشى بسرعة. فما السبب وراء ذلك؟
سنتعرف في هذا الدليل، على أسباب تغير رائحة العطر من شخص لآخر، وكيف يمكنك اختيار العطور التي تتناسب مع كيمياء جسمك الفريدة.
كيف يعمل العطر: التبخر، الانتشار، وامتصاص الجلد؟
العطر ليس مادة ثابتة بل يتطور وتتغير رائحته مع مرور الوقت. عند رشه، يبدأ الكحول الموجود في التركيبة بالتبخر، رافعاً النفحات العليا المتطايرة إلى الهواء. عندما تبدأ حرارة البشرة ترتفع وتصبح دافئة، تبدأ النفحات الوسطى والقاعدية في الظهور على مراحل. حيث يحدد معدل التبخر والتفاعلات الكيميائية مع زيوت البشرة طريقة ظهور كل طبقة من العطر، مما يخلق "أثراً عطرياً" فريداً لكل مستخدم.
كما يجب معرفة أن رائحة العطر تختلف لحد كبير على الجلد مقارنةً بشرائط الاختبار الورقية. ذلك لأن الجلد يحتوي على زيوت طبيعية، ومحتوى مائي، وغدد عرقية، وميكروبيوم حي. هذه العناصر البيولوجية تتفاعل مع مكونات العطر، فتُسرّع أو تُخفف من بعض الأوجه. لهذا السبب، قد يبدو العطر زهرياً وكريمياً على البشرة الدهنية، لكنه يبدو حامضاً أو صناعياً على البشرة الجافة المتقشرة.
لماذا تختلف رائحة العطر من شخص لآخر؟
السبب الرئيسي وراء اختلاف رائحة العطر من شخص لآخر هو بسبب تفاعل تركيبته مع كيمياء الجسم، مثل درجة الحموضة (pH)، نوع البشرة (دهنية أو جافة)، ومستوى الهرمونات والعوامل الغذائية والمناخية. هذه العوامل تؤثر على كيفية تطاير المكونات وظهور الروائح العلوية والقاعدية على الجلد.
العوامل التي تجعل رائحة العطر تختلف من شخص لآخر
بعض العوامل البيولوجية ونمط الحياة تؤثر في كيفية تفاعل العطور بشكل مختلف على كل شخص. من هذه العوامل:
نوع البشرة: دهنية، جافة، أو مختلطة
تحافظ البشرة الدهنية على العطر لفترة أطول وتُظهره بشكل أكثر ثراءً، بينما تتسبب البشرة الجافة غالباً في تبخر العطر بسرعة، مما يقلل من ثباته. من الحيل الفعالة لجعل العطر يدوم على البشرة الجافة هو ترطيبها قبل الاستخدام.
مستويات حموضة الجلد (pH)
الاختلافات الطفيفة في حموضة الجلد يمكن أن تؤثر في كيفية تحلل جزيئات العطر. البشرة الأكثر حمضية قد تجعل بعض العطور أكثر حدة، بينما البشرة القلوية قد تجعلها تبدو باهتة أو حلوة أكثر من اللازم.
كيمياء الجسم والهرمونات
التغيرات الهرمونية مثلاُ خلال الدورة الشهرية، الحمل، أو الإجهاد تؤثر على مستويات الزهم، وتركيبة العرق، ودرجة حرارة الجسم، وكلها تؤثر في كيفية تفاعل العطر على بشرتك.
تركيبة العرق وفلورا الجلد
الميكروبيوم الحي والطريقة التي يعالج بها جسمك التعرق تؤثر بشكل مباشر في كيفية تطور العطر مع الوقت. قد تُبرز بشرة بعض الأشخاص النفحات الزهرية، بينما تُظهر أخرى المسك أو التوابل بشكل غير متوقع.
النظام الغذائي والتغذية
الأطعمة الغنية بالثوم أو البصل أو التوابل يمكن أن تؤثر في رائحة الجسم، مما يختلط مع العطر بشكل غير محسوس. النظام الغذائي النظيف والترطيب الجيد يدعمان قاعدة أكثر حيادية للعطر.
الأدوية والحالات الصحية
بعض الأدوية مثل مضادات الهيستامين أو العلاجات الهرمونية قد تقلل من رطوبة الجلد أو تغير درجة حموضته. كما يمكن أن تؤثر الحالات الصحية مثل اضطرابات الغدة الدرقية أو السكري في رائحة الجسم الطبيعية، والتي تتفاعل بدورها مع العطر.
منتجات العناية بالبشرة
استخدام مستحضرات عناية تحتوي على عطور أو غسولات معينة قد يغير من رائحة العطر أو يتنافس معها. يُنصح باستخدام مرطبات خالية من العطر إذا كنتِ ترغبين في تعبير نقي للعطر.
المناخ والرطوبة
في الطقس الحار والرطب، تنتشر العطور بسرعة وتفوح بقوة. أما في الأجواء الباردة والجافة، تتطور النفحات بشكل أبطأ وتبقى أقرب إلى البشرة.
وقت اليوم ودرجة حرارة الجسم
خلال اليوم، خصوصاً في الصباح، تكون البشرة أبرد وتزداد حرارتها في فترة الظهيرة. البشرة الدافئة تزيد من تطاير جزيئات العطر، مما يؤثر في قوة الرائحة وسرعة تطورها.
لماذا يحمل العطر الذكريات؟
العطر يحمل الذكريات لأن الرائحة تتم معالجتها في الجهاز الحوفي في الدماغ، وهو الجزء المسؤول أيضاً عن العاطفة والذاكرة. عندما تشمين رائحة معينة، قد تثير على الفور ذكريات أو مشاعر حية مرتبطة بأشخاص، أماكن، أو لحظات مخزنة في عمق اللاوعي.
كيفية اختيار العطر المناسب لكيمياء جسمك؟
لاختيار عطر يتوافق مع كيمياء جسمك، اتبع ما يلي:
- اختبر العطر دائماً على بشرتك (معصمك أو ثنية المرفق)، وليس فقط على الشرائط الورقية. ثم انتظري عدة ساعات لمراقبة تطور كل مرحلة من مراحل العطر.
- انتبه لمدة بقاء الرائحة، وكيف تتغير بعد 30 دقيقة، وهل تمتزج بشكل لطيف مع رائحة بشرتك الطبيعية.
- جرب العطر في سياقات مختلفة: بعد الاستحمام، في درجات حرارة مختلفة، أو في أوقات تتغير فيها هرموناتك.
- استكشف عائلات العطور التي تتناسب مع بشرتك. فمثلًا، البشرة الدافئة غالبًا ما تتناغم مع النفحات الحارة، الخشبية، والعنبرية، بينما البشرة الباردة قد تُظهر بشكل أفضل النفحات الحمضية، البحرية، أو الزهرية.
كلمة اخيرة،
العطر تجربة شخصية ما يبدو رائعً ًعلى شخص قد لا ينجح على شخص آخر. الطريقة التي تمتص بها بشرتك العطر، وتطلقه، وتحوّله تعتمد على عشرات العوامل البيولوجية والبيئية والعاطفية.
الأسئلة الشائعة:
هل تختلف رائحة العطر على كل شخص؟
نعم. كيمياء البشرة، الحموضة، الترطيب، الهرمونات، والنظام الغذائي جميعها تؤثر في تطور الرائحة.
لماذا يبدو عطري المفضل سيئاً علي؟
قد تكون التغيرات الهرمونية، أو حالة البشرة، أو الأدوية تؤثر في تفاعل العطر مع بشرتك مما يجعل رائحته مختلفة عما تعودتي عليه.
هل يؤثر النظام الغذائي في رائحة العطر؟
نعم. بعض الأطعمة ومستوى الترطيب يؤثران في رائحة الجسم، وبالتالي في سلوك العطر.
كيف أجعل العطر يدوم أطول على بشرتي؟
رطبي بشرتك باستخدام لوشن خالٍ من العطر قبل الاستخدام. ركزي على نقاط النبض وتجنبي فرك العطر.
هل تغير الهرمونات طريقة رائحة العطر علي؟
بالتأكيد. فالتغيرات الهرمونية تؤثر في مستويات العرق والزيوت، مما يغير تطور العطر.
لماذا يبدو العطر أقوى على صديقتي منّي؟
قد تكون بشرتها أكثر دهنية، أو لديها حرارة جسم أعلى، أو درجة حموضة بشرة تُمسك العطر بشكل أفضل.