تعتبر المرطبات ركن أساسي في روتين العناية بالبشرة لا يمكن الإستغناء عنه، حيث توفر الترطيب اللازم وتدعم حاجز البشرة الطبيعي. سواء كانت بشرتك جافة، دهنية، حساسة، أو مختلطة، فإن استخدام مرطب مناسب لنوع بشرتك جيد مهم للحفاظ على بشرة صحية، متوازنة، ونضرة. في هذه المقالة، سنوضح بالتفصيل كل ما تحتاج لمعرفته حول المرطبات، بما في ذلك تعريفها، أنواعها، فوائدها، كيفية استخدامها، وعدد مرات استخدامها في اليوم.
ما هي المرطبات؟
المرطبات (Moisturizers) هي منتجات للعناية بالبشرة مصممة لترطيب البشرة وحمايتها سواء بشرة الوجه أو الجسم. يعمل المرطب إما عن طريق إضافة الرطوبة إلى البشرة أو جذب وحبس الرطوبة الطبيعية للبشرة لمنعها من الجفاف. تأتي المرطبات عادة على شكل كريمات، لوشن، جل، أو بلسم، ويتم تركيبها بمزيج من المكونات المرطبة والزيوت وغيرها من المركبات الداعمة للبشرة.
هناك ثلاث طرق رئيسية يعمل بها المرطب:
- المواد المرطبة (Humectants): وظيفتها جذب الرطوبة من البيئة إلى البشرة أو من الطبقات العميقة للبشرة إلى سطح البشرة. تشمل مكونات مثل الجلسرين وحمض الهيالورونيك واليوريا وحمض اللاكتيك.
- المواد المطرية (Emollients): وظيفتها تنعيم سطح البشرة عن طريق ملء التشققات والبقع الجافة ومن اهمها الزيوت والدهون. تشمل مكونات مثل زبدة الشيا والسكوالين.
- المواد العازلة (Occlusives): وظيفتها عمل حاجز واقي على البشرة لحبس الرطوبة ومنع فقدان الماء. تشمل مكونات مثل الفازلين وشمع النحل.
فوائد استخدام المرطبات
إليك أهم فوائد استخدام المرطبات:
1. ترطيب البشرة
الهدف الرئيسي للمرطبات هو الحفاظ على ترطيب البشرة وحمايتها من الجفاف. تساعد المرطبات على جعل البشرة ناعمة و أكثر نضارة وتحميها من آثار الجفاف مثل القشور والخشونة و التهيج.
2. تمنع الجفاف والتقشر
تساعد المرطبات في منع جفاف البشرة، خاصة بعد استخدام الغسول للوجه أو الجسم أو بعد التقشير. يمكن أن يجرد الغسول البشرة من زيوتها الطبيعية، مما يجعلها عرضة للجفاف. لذا، تساعد المرطبات في استعادة توزان البشرة وتحميها من الجفاف وآثاره.
3. تحسين مرونة الجلد
تحافظ البشرة المرطبة على مرونتها، مما يساعد في تقليل ظهور الخطوط الدقيقة والتجاعيد. من خلال الترطيب المنتظم، يمكنك الحفاظ على بشرتك ممتئلة ونضرة وحمايتها من آثار الشيخوخة المبكرة.
4. تقوي حاجز البشرة
يلعب حاجز البشرة الطبيعي دوراً مهماً في الحماية من الملوثات البيئية، الأشعة فوق البنفسجية، والكائنات الدقيقة الضارة. يساعد المرطب بمكوناته على تعزيز وتقوية هذا الحاجز، مما يقلل من خطر التهيج والاحمرار والبثور كما يساعد على الحفاظ برطوبة البشرة.
5. تهدئ البشرة المتهيجة أو الحساسة
إذا كانت بشرتك حساسة أو تعاني من حالات مثل الإكزيما أو الوردية، فإن استخدام مرطب يحتوي على مكونات مهدئة مثل الألوفيرا، الشوفان الغروي، أو السيراميدات يمكن أن يساعد في تهدئة الاحمرار وتقليل الالتهاب وتعزيز الشفاء.
أنواع المرطبات
تأتي المرطبات بأشكال وتركيبات مختلفة منها الثقيلة والخفيفة. فيما يلي الأنواع الأكثر شيوعاً:
1. الكريمات
الكريمات هي أكثر أنواع المرطبات سمكاً وتعتمد على أساس زيتي. مما يجعلها مثالية للبشرة الجافة أو الناضجة. توفر الكريمات ترطيب لفترة طويلة وغالباً ما تحتوي على زيوت وزبدات غنية مثل زبدة الشيا أو زبدة الكاكاو.
2. اللوشن
اللوشن يعتبر أخف وزناً من الكريمات ويحتوي على نسبة ماء أكثر من الزيوت لذلك تمتصه البشرة بشكل أسرع. يعتبر مناسباً للبشرة الدهنية إلى المختلطة، حيث يوفر الترطيب دون أن يجعل البشرة دهنية أو لامعة. غالباً ما يحتوي اللوشن على مكونات مثل الجلسرين أو حمض الهياورونيك أو السكوالين للاحتفاظ بالرطوبة.
3. الجل
المرطبات على شكل جل هي مرطبات مائية وتمنح البشرة شعوراً بالانتعاش. تعتبر مناسبة بشكل خاص للبشرة الدهنية أو المعرضة لحب الشباب لأنها ترطب البشرة دون أن تجعل ملمسها زيتي أو دهني. يتم تركيب العديد من مرطبات الجل باستخدام حمض الهيالورونيك أو الألوة فيرا.
4. البلسم والمرهم
البلسم هو مرطب سميك وشمعي الملمس ويُستخدم غالباً للبشرة الجافة جدًا أو المتضررة. يحتوي على زيوت وشموع مثل شمع النحل أو الفازلين، مما يشكل حاجزاً واقياً يحتفظ بالرطوبة ويمنع فقدانها. البلسم رائع للاستخدام بشكل خاص في الظروف الجوية القاسية أو على البقع الجافة.
كيفية اختيار المرطب المناسب لنوع بشرتك
اختيار المرطب المناسب يعتمد على نوع بشرتك واحتياجاتك. إليك دليل سريع سيساعدك في اختيار التركيبة المناسبة:
- البشرة الجافة: اختر الكريمات الغنية أو البلسم التي تحتوي على مكونات مثل زبدة الشيا، السيراميدات، والجلسرين لحبس الرطوبة وإصلاح حاجز البشرة.
- البشرة الدهنية: اختر مرطبات جل خفيفة وغير كوميدوغينيك لا تسد المسام. ابحث عن مكونات مثل النياسيناميد وحمض الهيالورونيك.
- البشرة الحساسة: استخدم مرطبات خالية من العطور ومضادة للحساسية تحتوي على مكونات مهدئة مثل الألوفيرا والشوفان الغروي والسيراميدات.
- البشرة المختلطة: اختر لوشن خفيف يرطب البشرة دون أن يجعلها دهنية في منطقة T (الجبهة، الأنف، الذقن). ابحث عن مكونات مثل الجلسرين والسكوالين لترطيب متوازن.
طريقة استخدام المرطب بشكل صحيح
طريقة استخدام المرطب بالطريقة الصحيحة يمكن أن يعزز فوائده للبشرة. اتبع هذه الخطوات:
- تنظيف البشرة: ابدأ ببشرة نظيفة. استخدم غسول الوجه لإزالة الأوساخ والزيوت والمكياج.
- التطبيق على بشرة رطبة: من الأفضل تطبيق المرطب على بشرة ندية (أي مبللة قليلاً). هذا يساعد في حبس المزيد من الرطوبة ويحسن من الامتصاص.
- استخدام الكمية المناسبة: كمية بحجم حبة البازلاء عادة ما تكون كافية للوجه. تجنب الإفراط في التطبيق، حيث يمكن أن يجعل البشرة دهنية ويسد المسام. أما بالنسبة للجسم يمكنك استخدام كمية مناسبة لتغطية الجسم بالكامل.
- التدليك بلطف: دلّك المرطب بلطف على البشرة بحركات دائرية حتى تمتصه البشرة بالكامل. لا تنسى الرقبة!
- دع المرطب حتى تمتصه البشرة: اترك المرطب يمتص بالكامل قبل تطبيق المكياج أو واقي الشمس.
كم مرة يجب استخدام المرطبات؟
بالنسبة لمعظم أنواع البشرة، يُنصح بترطيب البشرة مرتين يومياً - مرة في الصباح ومرة في الليل. يساعد الترطيب في الصباح على حماية البشرة من العوامل البيئية مثل التلوث والأشعة فوق البنفسجية. وفي الليل، يسمح الترطيب بإصلاح البشرة أثناء النوم.
إذا كانت بشرتك جافة جداً، فقد تحتاج إلى إعادة التطبيق خلال اليوم، خاصة في الظروف المناخية القاسية أو بعد غسل وجهك. من ناحية أخرى، قد تجد أن البشرة الدهنية تحتاج إلى الترطيب مرة واحدة فقط في اليوم.
الإفراط في استخدام المرطبات
من الممكن الإفراط في استخدام المرطبات أحياناً ولكن يجب الامتناع عن ذلك. يؤدي الإفراط في تطبيق المرطب، خاصة إذا كان ثقيلًا أو زيتياً، إلى انسداد المسام وظهور البثور في الوجه. بالإضافة إلى ذلك، قد يجعل البشرة تعتمد على الترطيب الخارجي، مما يقلل من قدرتها على التحكم بإفراز الزيوت والترطيب بشكل طبيعي.
لتجنب الإفراط في الترطيب، استخدم كمية صغيرة ومناسبة واختر منتجاً مناسباً لنوع بشرتك. إذا لاحظت أن بشرتك أصبحت دهنية أو تعاني من ظهور الحبوب، فقد يكون ذلك علامة على أهمية تعديل الروتين.
المكونات التي يجب البحث عنها في المرطب
عند شراء المرطبات ابحث عن هذه المكونات القوية اعتماداً على احتياجات بشرتك:
- حمض الهيالورونيك: يجذب ويحافظ على الرطوبة في البششرة، مما يجعله مكوناً مثالياً لجميع أنواع البشرة.
- الجلسرين: مرطب يجذب الرطوبة إلى البشرة، ومثالي لترطيب البشرة دون انسداد المسام.
- السيراميدات: تساعد على استعادة وتقوية حاجز البشرة الطبيعي وحبس الرطوبة، خاصة للبشرة الجافة أو الحساسة.
- النياسيناميد (فيتامين B3): يساعد في تنظيم إنتاج الزيت، تقليل الاحمرار، وتحسين مظهر المسام، مما يجعله مكونًا متعدد الاستخدامات للبشرة الدهنية أو المختلطة.
- زبدة الشيا: مرطب طبيعي غني يرطب البشرة بعمق وينعمها.
- السكوالين: زيت خفيف يقلد الزيوت الطبيعية للبشرة، مما يوفر الترطيب دون ان يجعلها دهنية.
المكونات التي يجب تجنبها في المرطبات
بينما تحتوي العديد من المرطبات على مكونات مفيدة، فإن بعضها يحتوي على مكونات قد تضر أكثر مما تنفع، خاصة إذا كانت بشرتك حساسة أو معرضة لحب الشباب. إليك المكونات التي يجب تفاديها:
- الكحول: بعض أنواع الكحول مثل الكحول الممزوج والإيثانول يمكن أن تجفف البشرة وتضعف حاجز الرطوبة، مما يؤدي إلى التهيج.
- العطور: قد تكون العطور الاصطناعية رائحتها جميلة، لكنها يمكن أن تسبب تهيجاً للبشرة، خاصة إذا كانت بشرتك حساسة أو تعاني من حالات مثل الإكزيما.
- البارابين: هي مواد حافظة تُستخدم لتمديد مدة صلاحية المنتجات. يفضل بعض الأشخاص تجنب البارابين بسبب مخاوف بشأن تأثيراتها المحتملة على الهرمونات.
- الزيت المعدني: على الرغم من أنه يشكل حاجزاً على البشرة، إلا أنه يمكن أن يسد المسام وليس مناسباً للبشرة الدهنية أو المعرضة لحب الشباب.
مرطبات لمناطق الجسم المختلفة: الوجه، العيون، اليدين، القدمين، والجسم
تتوفر المرطبات بعدة تركيبات و تستهدف مناطق مختلفة من الجسم. فمنها ما هو مخصص لكل منطقة في الجسم مثل الوجه، العيون، اليدين، القدمين، والجسم. كل نوع من المرطبات مصمم بحسب نوعية وخصائص الجلد في تلك المنطقة.
1. مرطبات الوجه
عادةً ما تكون بشرة الوجه أكثر حساسية من باقي الجسم، ولهذا السبب تكون مرطبات الوجه أخف. يتم تركيبها لمعالجة مشاكل معينة مثل الترطيب، مكافحة الشيخوخة، التحكم في إفراز الزيوت، والوقاية من حب الشباب دون أن تسبب انسداد المسام. غالباً ما تحتوي مرطبات الوجه على مكونات مثل حمض الهيالورونيك، فيتامين C، ومضادات الأكسدة لاستهداف هذه المشاكل مع كونها خفيفة ومناسبة للاستخدام اليومي.
2. كريمات العيون
الجلد حول العينين رقيق للغاية والأكثر حساسية على الوجه، مما يجعله عرضة للخطوط الدقيقة والهالات السوداء والانتفاخ. ولهذا السبب يتم تركيب كريمات العيون لتكون خفيفة على الجلد حول العينين، باستخدام مكونات خفيفة الوزن تعالج مشاكل مثل التجاعيد والانتفاخ والهالات السوداء. غالباً ما تحتوي على مكونات مثل الكافيين، الببتيدات، وحمض الهيالورونيك التي تعمل على شد البشرة وتقليل الانتفاخ دون التسبب في تهيجها.
3. كريمات اليدين
تتعرض اليدين باستمرار للعوامل الخارجية والجفاف نتيجة غسلها بشكل مستمر، أو تعرضها للأشعة فوق البنفسجية، مما يجعلهما عرضة للجفاف والشيخوخة المبكرة. لذلك، تم تصميم كريمات اليدين لتكون أكثر ترطيباً وتغذية من مرطبات الوجه، وغالباً ما تحتوي على مكونات أثقل وزناً مثل الجلسرين، زبدة الشيا، وفيتامين E لتوفير الترطيب لفترة طويلة. تحتوي العديد من كريمات اليدين أيضاً على عامل حماية من الشمس لحمايتهما من أضرار الشمس، وهو سبب شائع لشيخوخة اليدين.
4. كريمات القدمين
بشرة القدمين أكثر سمكاً وجفافاً من باقي الجسم، خاصة حول الكعبين. وبالتالي يتم تركيب كريمات القدمين بمكونات غنية ومرطبة مثل اليوريا، زبدة الشيا، وحمض اللاكتيك التي تساعد على تليين التشققات، إصلاح الجلد المتشقق، وتوفير الترطيب العميق. تكون هذه الكريمات غالباً عازلة، حيث تشكل حاجزاً يساعد على الاحتفاظ بالرطوبة في الجلد الجاف والخشن.
5. لوشنات وكريمات الجسم
تم تصميم مرطبات وكريمات الجسم لتوفير الترطيب والتغذية لبشرة الذراعين، الساقين، الظهر، والجذع. وتتميز بشرة الجسم كونها أقل حساسية من بشرة الوجه، لذا يمكن أن تكون مرطبات الجسم أكثر سمكاً وتحتوي على المزيد من الزيوت. تم تركيبها لمعالجة مشاكل شائعة مثل الجفاف، تفاوت لون البشرة، والبقع الخشنة، وغالباً ما تستخدم مكونات مثل زبدة الكاكاو، زبدة الشيا، وفيتامين E.
لماذا تحتاج أجزاء الجسم المختلفة إلى مرطبات منفصلة؟
كل جزء من أجزاء الجسم له خصائص جلدية وسماكة مختلفة مما يتطلب عناية خاصة للحفاظ على صحته.
- بشرة الوجه أكثر حساسية ومعرضة للعوامل البيئية، لذلك تكون مرطبات الوجه أخف ولا تسد المسام وتحتوي غالباً على مضادات الأكسدة أو مكونات مكافحة الشيخوخة.
- تحتاج منطقة العين إلى منتجات لطيفة وخفيفة الوزن مصممة خصيصاً لمعالجة الخطوط الدقيقة والهالات السوداء والانتفاخ دون التسبب في تهيجها.
- تتعرض اليدين للغسل المتكرر والعوامل البيئية، لذلك تحتاج كريمات اليدين إلى أن تكون غنية بالمكونات التي تحافظ على الرطوبة لمنع الجفاف والتشقق.
- تكون بشرة القدمين أكثر سمكاً، خاصة حول الكعبين، ويمكن أن تصبح جافة للغاية ومتشققة. لذلك، تركز كريمات القدمين على الترطيب المكثف وإصلاح الجلد المتشقق.
- بشرة الجسم أقل حساسية من الوجه ويمكنها التعامل مع تركيبات أغنى وأكثر عازلة للحفاظ على ترطيبها طوال اليوم.
وبالتالي استخدام مرطب مخصص لكل جزء من أجزاء جسمك يضمن حصول بشرتك على التوازن الصحيح بين الترطيب والحماية، مما يجعلها ناعمة وصحية من الرأس إلى القدمين.
كلمة أخيرة
تذكر، على الرغم من أهمية الترطيب بانتظام، فإن استخدام الكمية المناسبة واختيار المنتجات التي تتوافق مع نوع بشرتك سيحدث فرقاً كبيراً. ولهذا السبب، من المهم تخصيص المرطب وفقاً لاحتياجات بشرتك لمنع الجفاف، وحمايتها من التهيج.