واقي الشمس في الحج و العمرة

22 يونيو 2024
سلطان المعبدي
واقي الشمس في الحج و العمرة

يتساءل العديد من الأشخاص المقبلين على أداء مناسب الحج أو العمرة على حكم استخدام واقي الشمس أثناء الحج أو العمرة و هل يفسد واقي الشمس الإحرام. فالغاية من الحج و العمرة هو إتمام الشعائر الإسلامية و الإلتزام بالمحظورات و أوامر الله عز و جل. ونظراً للظروف الجوية القاسية في مكة المكرمة، خاصة أثناء فصل الصيف، يسعى الحجاج والمعتمرون لحماية بشرتهم من أشعة الشمس الحارقة.


في هذا المقال، سنتناول الحكم الشرعي لاستخدام واقيات الشمس أثناء الإحرام، مستندين إلى آراء العلماء والفقهاء في مختلف المذاهب الإسلامية.


ما هو حكم استخدام واقي الشمس في الحج أو العمرة؟

يعتمد جواز استخدام واقي الشمس في الحج أو العمرة اعتماداً على نوع واقي الشمس ما إذا كان مطّيب أو غير مطّيب (أي برائحة أو من غير رائحة). حيث ذهب جمهور الفقهاء في المذهب الحنفي إلى جواز استخدام واقي الشمس المطّيب إن كان للتداوي، و إن كان لغير التداوي فعلى فاعله فدية. أما المذهب الشافعي فأجاز استخدام دهن البدن الغير مطّيب بإستثناء الرأس و اللحية. و بالنسبة للمذهب الحنبلي فقد أجاز استخدام الدهن الغير مطيب للمحرم حتى إذا تم استخدامه للرأس و اللحية.


هل يجوز استخدام واقي الشمس أثناء الإحرام؟

اتفق جمهور الفقهاء على عدم جواز استعمال الدهن المطّيب أثناء الإحرام. فإذا كان الدهن (أي واقي الشمس في هذه الحالة) يحتوي على مواد عطرية، فإنه لا يجوز استخدامه. إما إذا لم يحتوي على مواد عطرية فيجوز استخدامه. والبعض أجاز استخدامه و إن كان يحتوي على مواد عطرية و ولكن مع ضرورة إخراج فدية.


ما هي آراء الفقهاء في استعمال واقي الشمس لأسباب طبية؟

أجاز جمهور الفقهاء في المذهب المالكي و الحنفي على جواز استخدام الدهن غير المطّيب أثناء الإحرام في حالة الضرورة مثل التداوي أو للحماية من أشعة الشمس القوية. أما إذا كان واقي الشمس مطيّباً، فيجوز استخدامه للضرورة فقط مع وجوب الفدية.


هل هناك فدية عند استخدام واقي الشمس أثناء الإحرام؟

بحسب المذهب المالكي إذا كان الدهن (واقي الشمس في هذه الحالة) مطيّباً (أي ذو رائحة) و لكنه ضروري للتداوي فيجوز استخدامه ولكن يجب دفع الفدية. بينما المذهب الحنفي أجاز استخدامه الدهن المطيّب للتداوي والضرورة، ولكن إن لم يكن للتداوي فعلى فاعله دفع فدية.


هل واقي الشمس يفسد الإحرام؟

لا، واقي الشمس بحد ذاته لا يفسد الإحرام. ولكن يعتمد الأمر على نوع الواقي و ما إذا كان يحتوي على مواد عطرية أم لا. فإذا كان واقي الشمس مطيّباً فإنه يفسد الإحرام إذا استعمل دون ضرورة، ويستلزم الفدية إذا استعمل للضرورة. و إذا كان واقي الشمس غير مطيّب فإنه لا يفسد الإحرام ويمكن استخدامه بدون الحاجة إلى الفدية.


خلاصة الحكم

بناءً على ما تقدم، يُسمح باستخدام واقي الشمس غير المطّيب أثناء أداء مناسك الحج والعمرة وفقاً لمذهب الشافعية والحنابلة. و في حالة الضرورة، مثل التداوي أو الحماية من الشمس الحارقة، يجوز استعماله باتفاق الجمهور، ولا تلزم الفدية. أما إذا كان واقي الشمس مطيّباً و استخدامه للتداوي، فإنه يجوز استعماله للضرورة ولكن تلزم الفدية.


نصيحة للمحرمين

أداء مناسك الحج و العمرة على أتم وجه و دون التعدي على المحظورات أمر أساسي لإتمام هذه الشعائر و ضمان قبولها عند الله تعالى. لذلك، عند اختيار واقي شمس يُنصح باختيار واقي شمس خالٍ من الروائح العطرية لتجنب الشبهات. و التأكد من مكونات المنتج للتأكد من أنه لا يحتوي على مكونات عطرية